أبخازيا داخل الامبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي
أبخازيا في 1899
دير أرثوذكسي، بني في أواخر القرن التاسع عشر في أثوس الجديدة.
في بداية القرن التاسع عشر عندما تصارع العثمانيون والروس من أجل السيطرة على المنطقة، تبدل رؤساء أبخازيا ذهاباً وإياباً تبعاً للانقسام الديني. قام كيلاش بك بأول محاولة لإنشاء علاقة مع روسيا في عام 1803 وكان ذلك بعد فترة قصيرة من دمج جورجيا الشرقية في محاولة لتوسيع الامبراطورية القيصرية (1801). لكن الاتجاه الموالي للحكم العثماني كان هو الغالب لفترة قصيرة بعد اغتيال كيلاش بك على يد ابنه أصلان بك في 2 مايو 1808. وفي الثاني من يوليو عام 1810، اقتحمت مشاة البحرية الروسية سوهوم كالي واستبدلت اصلان بك بأخيه الأصغر المنافس له سيفر علي بك (1810-1821)، والذي اعتنق المسيحية واطلق على نفسه اسم جورج. وانضمت أبخازيا إلى الإمبراطورية الروسية كمقاطعة مستقلة. ومع ذلك فقد كان حكم جورج - مثله في ذلك مثل خلفائه - مقتصرا على سوهوم-كالي ومنطقة بزيب. قامت الحرب الروسية التركية التالية بتعزيز المناطق الروسية بقوة، مما أدى إلى مزيد من الانقسام بين النخبة في أبخازيا خاصة الانقسامات الدينية. أثناء حرب القرم (1853-1856)، اضطررت القوات الروسية للجلاء عن أبخازيا، واتجه الأامير مايكل (1822-1864) إلى العثمانيين. لكن فيما بعد تم تعزيز التواجد الروسي كما أن مرتفعات القوقاز الغربية خضعت وأخيراً لروسيا في عام 1864. لم تعد القيصرية الروسية بحاجة لاستقلال أبخازيا الذاتي وانتهى حكم الشيرفاشيدز؛ في نوفمبر 1864، وأجبر الأمير مايكل على التخلي عن حقوقه والإقامة فيفرونزه. تم إدراج أبخازيا في الإمبراطورية الروسية كمقاطعة عسكرية خاصة بسوهوم- كالي والتي تحولت في 1883 إلى أوكروج كجزء من كواتيس غوبرنيه. قامت أعداد كبيرة من المسلمين الأبخازيين - الذين يقال أنهم يشكلون 40% من نسبة الأبخاز، وذلك على الرغم من أن هذه التقارير ليس جديرة بالثقة - بالهجرة إلى الإمبراطورية العثمانية فيما بين عامي 1864 و1878 مع سائر السكان المسلمين في القوقاز في عملية تعرف باسم مهاجيريزم.
مناطق واسعة من المنطقة تركت غير مأهولة، كما هاجر العديد من الأرمن والجورجيين والروس وغيرهم في ما بعد إلى أبخازيا معيدين توطين جزء كبير من الأراضي التي تركوها.[4] ووفقا للمؤرخين الجورجيين فإن القبائل الجورجية (المنجرليون والسفانيين) سكنوا أبخازيا منذ عهد مملكة كولخيس.[5] وبعض العلماء الجورجيين أدعوا أن الأبخاز منحدرين من قبائل شمال القوقاز التي هاجرت إلى أبخازيا من جهة الشمال من جبال القوقاز واندمجت هناك مع السكان الجورجيين الموجودين. لكن هذه النظرية لا تحظى بتأييد كبير بين معظم الأكادميين الأبخاز.[6][7]
الحالة السياسية للقوقاز السوفياتي عام 1989. الجمهورية الأبخازية الاشتراكية السوفييتية المستقلة ذاتياً مكتوبة باسم "Abkhazskaya ASSR" حيث كانت جزء من جمهورية جورجيا السوفييتية الاشتراكية.
راية الاشتراكية السوفياتية وجمهورية أبخازيا (جمهورية اشتراكية سوفييتية أبخازية) في عام 1925
علم جمهورية أبخازيا الاشتراكية السوفياتية المستقلة ذاتياً (الأبخاز ASSR) في عام 1978
علم جمهورية أبخازيا الاشتراكية السوفياتية في عام 1989
أدت الثورة الروسية لسنة 1917 إلى قيام جورجيا المستقلة (التي تضم أبخازيا) في عام 1918. كانت هناك بعض المشاكل التي واجهت حكومة منشفيك الجورجية في معظم المناطق بالرغم من الحكم الذاتي المحدود الممنوح للمنطقة. في عام 1921 قام الجيش الاحمر البلشيفي بغزو جورجيا منهياً بذلك استقلالها قصير الأمد. وقامت أبخازيا كجمهورية سوفيتية اشتراكية (جمهورية أبخازيا السوفيتية الاشتراكية) مع المركز الغامض للمعاهدة الجمهورية المتعلقة بجمهورية جمهورية جورجيا السوفيتية الاشتراكية.[8][9] في عام 1931، جعلها ستالين جمهورية ذات حكم ذاتي (الجمهورية الأبخازية الاشتراكية السوفياتية المستقلة ذاتياً أو باختصار أبخاز ASSR) بداخل جمهورية جورجيا الاشتراكية السوفيتية. بالرغم من حكمها الذاتي الاسمي، كانت معرضة لحكم مباشر قوي من السلطات المركزية السوفيتية. شجع كل من لافرينتي بيريا وستالين الهجرة من جورجيا إلى أبخازيا، وقبل الكثيرين العرض وإستوطنوا هناك. كما انتقل الروس إلى أبخازيا بأعداد كبيرة. في وقت لاحق، من الخمسينيات والستينيات، شجع وموَل فازجين الأول والكنيسة الأرمينية الهجرة الأرمينية إلي أبخازيا.[بحاجة لمصدر] حاليا، الأرمن هم ثاني أكبر مجموعة أقلية في أبخازيا (يشابه لحد قريب الجورجيين)، بالرغم من تناقص أعدادهم بشكل كبير من 77,000 في إحصاء عام 1989 إلي 45,000 في إحصاء عام 2003 (أنظر الديموغرافيا).
إنتهى اضطهاد الأبخاز بوفاة ستالين وإعدام بيريا، وتم إعطاء دور أكبر للأبخاز في حكم الجمهورية. كما هو الحال في معظم الجمهوريات المستقلة الأصغر، شجعت الحكومة السوفياتية تنمية الثقافة والأدب بشكل خاص. تم تخصيص حصص عرقية لأسباب بيروقراطية محددة، بإعطاء الأبخاز درجة من السلطة السياسية التي لا تتناسب مع كونهم أقلية في الجمهورية. وهذا فسره البعض بأنه "فرق تسد" السياسة التي من خلالها تم إطاء النخبة المحلية نصيب من السلطة في مقابل دعم النظام السوفيتي.في أبخازيا كما في أماكن أخرى، أدت جماعات عرقية أخرى - وفي تلك الحالة، إستاء الجورجيين من ما إعتبروه تمييز ظالم، وبالتالي أثار الفتنة الطائفية في الجمهورية.