بسم الله الرحمن الرحيم تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة المعاصرة جزءًا من الإقليم الذي عرف تاريخياً باسم "ساحل عمان" [6] وذكره كثير من المؤرخين والكتاب العرب وغيرهم، والذي يشمل حالياً سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة. من هذا المنطلق فإن تاريخ الدولة المعاصرة يدخل في إطار التاريخ العماني والعربي الشامل. وقبل ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة كانت المنطقة تسمى "ساحل عمان". ويقسم تاريخ الإمارات إلى ست مراحل رئيسية عبر العصور المتلاحقة، ولا ينفصل تاريخها عن تاريخ المنطقة حولها في مراحل عديدة منه. وكان تاريخها مليئا بالأحداث والتطورات، تراوحت ما بين الحرب والسلام. ففي السلم كان لأساطيل سكان المنطقة وخبرتهم البحرية دور كبير في إنعاش التجارة بين الدول المطلة على المحيط الهندي من آسيا وأفريقيا وبين أوروبا عبر طرق التجارة المعهودة. ولكن يبدو أن هذا كان أيضا من مسببات الحروب في المنطقة.
[عدل] المنشأ
يؤرخ أول وجود بشري في الإمارات العربية المتحدة ب 5500 سنه قبل الميلاد.كما توجد أدلة على التفاعل مع العالم الخارجي في تلك المرحلة المبكرة ولاسيما مع الحضارات في الشمال مع فارس. هذا التواصل استمر وأصبح واسع النطاق بسبب تجارة النحاس في جبال الحجر والتي بدأت قرابة ال3000 قبل الميلاد [3]. وقد سهل تدجين الجمل في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد بازدهار تاريخ هذه المنطقة [4] بحلول القرن الأول الميلادي بدأت حركة مرور القوافل البرية بين سوريا والمدن في جنوب العراق. أيضا، كان هناك السفر البحري إلى الميناء الهام في أومانا (ربما في الوقت الحاضر إلى أم القيوين) ومن ثم إلى الهند. هذه الطرق كانت بديلا لطريق البحر الأحمر المستخدم من قبل الرومان [5]. كانت الموانيء والمعارض الكبرى في دبا التي كانت مركزا تجاريا هاما في ذلك الوقت قد جلبت التجار حتى من الأماكن البعيدة كالصين [7]
[عدل] ظهور الإسلام
وصول مبعوثين من النبي محمد صلى الله عليه وسلم عام 630 بشروا بالدين الإسلامي وحولوا المنطقة إلى منطقة إسلامية. بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، خيضت واحدة من أكبر معارك الرده من الإسلام في دبا مما أدى إلى هزيمة غير المسلمين وانتصار المسلمين. عام 637 كانت جلفار (اليوم رأس الخيمة) نقطة انطلاق لغزو فارس. على مدى قرون عديدة أصبحت جلفار ميناء ثري ومركز لتجارة اللؤلؤ حيث تسافر المراكب الشراعية خلال المحيط الهندي إلى إقليم السند ومدنه.
[عدل] السيطرة البرتغالية
شهد التوسع البرتغالي في المحيط الهندي في مطلع القرن 16 بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح على يد فاسكو دا جاما سيطرة البرتغاليين على سواحل الخليج الفارسي. واستمرت سيطرة البرتغال على المنطقة لمدة 150 سنة.
[عدل] الحكم العثماني
في المقام الأول كرد فعل على طموحات دول أوروبية أخرى، أنشأت المملكة المتحدة وإمارات الساحل المتصالح المتصالحة معاهدة 1892، على غرار المعاهدات التي أبرمتها بريطانيا مع غيرها من إمارات الخليج فارسی. واتفق شيوخ على عدم الدخول في علاقات مع أي حكومة أجنبية أخرى دون موافقة المملكة المتحدة. في المقابل، وعدت بريطانيا لحماية الساحل المتصالح من كل عدوان عن طريق البحر، للمساعدة في حالة هجوم بري.
[عدل] صعود وسقوط صناعة اللؤلؤ
خلال القرون 20 و 19 في وقت مبكر، وازدهرت صناعة اللؤلؤ في الهدوء النسبي في البحر، وتقديم كل من الدخل وفرص العمل لشعب الخليج الفارسي. وبدأت لتصبح موردا جيدا الاقتصادية للسكان المحليين. ثم كان في الحرب العالمية الأولى له تأثير شديد على مصايد اللؤلؤ، ولكنها كانت فترة الكساد الاقتصادي في أواخر 1920s و 1930s في وقت مبكر، إلى جانب اختراع اليابانيين للؤلؤ الصناعي مما تسبب في تلاشى مهنة الغوص على اللؤلؤ في نهاية المطاف. خلال الحرب العالمية الثانية، عندما قامت حكومة الهند المستقلة حديثا بفرض ضرائب ثقيلة على اللؤلؤ المستورد من الدول العربية في الخليج الفارسي.
[عدل] بداية عصر النفط
اكتشف النفط أولا في إمارة أبوظبي وصدرت أول شحنة من النفط الخام في 1962. كما زادت عائدات النفط، وتعهد حاكم أبو ظبي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ببناء مشاريع تنموية ضخمة، وبناء المدارس والمساكن والمستشفيات والطرق. في حين بدأت إمارة دبي في تصدير النفط عام 1969 وكان حاكمها آنذاك هو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم.
[عدل] الشيخ زايد والاتحاد
بعد انسحاب بريطانيا من الخليج الفارسي عام 1971 قاد الشيخ زايد حاكم أبوظبي اتحادا بين الإمارات الست وتبعتها إمارة رأس الخيمة في العام الذي يليه وليصبح أول رئيس للأمارات العربية المتحدة.
في 2 نوفمبر 2004، توفي مؤسس اتحاد الإمارات العربية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وتولى ابنه الأكبر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بعد أن تم انتخابه من قبل المجلس الأعلى للاتحاد وفقا للدستور الإماراتي.