خلافته
وردت في السنّة النبوية عند أهل السنة والجماعة نصوص كثيرة تصرّح بفضل أبي بكر وتقديمه على غيره من الصحابة. ومن هذه النصوص ما أشارت إلى أحقّية أبي بكر في تولي الخلافة بعد النبي محمد. فمنها:
ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما وأحمد في المسند وغيرهم:
« عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : أتت امرأة النبي ،فأمرها أن ترجع إليه، قالت : أرأيت إن جئت ولم أجدك ؟ كأنها تقول : الموت، قال : «إن لم تجديني فأتي أبا بكر» "[38][39][40]»
وما رواه مسلم في صحيحه وأحمد في المسند وابن حبان في صحيحه والنسائي في السنن الكبرى والحاكم في المستدرك وغيرهم:
«عن عائشة قالت: قال لي رسول الله في مرضه: «ادعي لي أبا بكر أباك، وأخاك، حتى أكتب كتابا، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى. ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر» [41][42][43][44][45]»
وروى الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح الإسناد، عن أنس بن مالك قال:
«بعثني بنو المصطلق إلى رسول الله، فقالوا: سل لنا رسول الله إلى من ندفع صدقاتنا بعدك؟ قال: فأتيته فسألته، فقال: «إلى أبي بكر».[46]»
وروى البيهقي في دلائل النبوّة عن سعيد بن جمهان عن سفينة والحاكم في المستدرك عن عائشة، وقال هذا حديث صحيح الإسناد:
« قالت: أول حجر حمله النبي لبناء المسجد، ثم حمل أبو بكر حجرا آخر، ثم حمل عثمان حجرا آخر، فقلت : يا رسول الله، ألا ترى إلى هؤلاء كيف يساعدونك ؟ فقال : «يا عائشة، هؤلاء الخلفاء من بعدي» [47][48]»
وروى البخاري ومسلم وأحمد وأصحاب السنن وغيرهم عن عدد من الصحابة منهم أبو موسى الأشعري وعبد الله بن عمر وعائشة:
«لما مرض رسول الله مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن فقال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس» فقيل له: إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس، وأعاد فأعادوا له، فأعاد الثالثة فقال: «إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس» فخرج أبو بكر فصلى فوجد النبي من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع فأراد أبو بكر أن يتأخر فأومأ إليه النبي أن مكانك ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه.[49][50][51][52][53]»
قال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح": قال النووي: (أجمعت الصحابة على عقد الخلافة له وتقديمه لفضله).[54]
وبعد وفاة النبي بويع أبو بكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة.
وجهز في فترة حكمه حروب الردة؛ ضد أولئك الذين رفضوا دفع الزكاة، وأرسل جيشاً بقيادة أسامة بن زيد كان قد جهزه النبي محمد قبل وفاته لقتال الروم.