مملكة جورجيا
الملك ديفيد الرابع.
منذ منتصف القرن الحادي عشر، دمرت الغزوات السلجوقية التركية مملكة جورجيا. هزمت القوات الأرمنية والجورجية والبيزنطية هزيمة ساحقة على يد المسلمين في معركة ملاذكرد في 1071، مما أدى إلى غزو وتدمير معظم مملكة جورجيا على يد السلاجقة. فقط أبخازيا هي التي نجت من الغزو وأصبحت ملجأ للجورجيين الهاربين من تلك الكارثة. في الوقت نفسه، أدت الفوضى التي يعانيها البلد إلى انبثاق أفكار انفصالية سفانية ساهمت بشن هجوم ضد أبخازيا. بالرغم من قدرة الملك جورج الثاني على قمع الثورة، أدى ضغط محاولة إبقاء البلاد موحدة إلى تخلي الملك عن عرشه في 1089.
نجح خليفة جورج الثاني ديفيد الرابع في إبعاد خطر الغزو العربي. خلال الحملة الصليبية الأولى وباستخدام أبخازيا كمكان للقيادة، استطاع ديفيد أن يسترجع جزءاً من جورجيا، حتى تمت هزيمته بشكل نهائي من قبل السلاجقة في معركة ديدغوري، في 12 أغسطس 1121. خلال حكمه، استطاع ديفيد الرابع أن يجعل من جورجيا قوة إقليمية وبدأ العصر الذهبي للمملكة. بلغت هذه الفترة ذروتها في عهد الملكة تامار. بين 1194 و1204، توسعت جورجيا نحو الجنوب باحتلال أراض أرمنية وأخرى إيرانية حتى مدينة تبريز، وأنشأ إمبراطورية طرابزون.
تطور الأدب والفن عبر السنين وأصبحت أبخازيا إحدى مقاطعات مملكة جورجيا الكبرى. لكن غزو المغول أنهت العصر الذهبي للملكة في القرن الثالث عشر.
وقعت جورجيا في أزمة تحت حكم المغول، وانقسمت المملكة إلى دويلات عدة. في 1260، تحت حكم الملك ديفيد السادس، أنشئت مملكة إيميريتي، التي كانت جزءاً من جورجيا. ضمت إيميريتي الجزء الغربي من جورجيا وأبخازيا مغطية منغريليا وغوريا. في 1455، أعلنت المملكة استقلالها التام عن جورجيا، حيث قسمت جورجيا غلى ثلاث دول، فكانت الدولتين الأخرىتين كارتلي وكاخيتي. منذ ذلك الوقت، أصبحت أبخازيا ساحة الصراع بين الجورجيين، فارس، روسيا والإمبراطورية العثمانية. بين 1478 و1483، أنشئ حكم كاخيتي في أبخازيا، لكنه انتهى بشكل سريع.
في 1578، دخل العثمانيين المنطقة وأنشؤوا ولاية تابعة لهم في أبخازيا. وبالرغم من وجود حركة لنشر الإسلام وجعل الدولة إسلامية، ظلت المسيحية المسيطرة، يعود جزء من ذلك للدعم والتأثير الروسي منذ القرن الثامن عشر. خلال هذه السنوات، كبرت الحركة الإسلامية، مما أدى إلى انفصال الأبخاز إلى مسلمين ومسيحيين.