التاريخ
في عام 1740 للميلاد (القرن الثامن عشر) كانت عائلة آل مقرن تسيطر على الدرعية وأقدم الوثائق التي تشير إلى وجودهم في تلك المنطقة تعود إلى القرن الخامس عشر للميلاد ولكنهم لم يتوسعوا خارج حدود تلك البلدة للإضطرابات القبلية التي كانت تمر بها المنطقة. تغير الوضع بعد تحالف محمد بن سعود آل مقرن مع محمد بن عبد الوهاب الذي كان يرى أن أوضاع الجزيرة العربية من الناحية الدينية على الأقل لم تكن مرضية فطرد بن عبد الوهاب من قريته العيينة وإرتحل إلى الدرعية حيث بن سعود [18] بدأ بن سعود بدعوة القبائل البدوية القريبة وإستطاع من خلال الغارات المتواصلة إخضاع عدد من القبائل إلا أن هزيمته كانت في نجران عام 1774 أمام قبيلة يام الهمدانية التي كانت تتبع للإمام المهدي عباس القاسمي في اليمن في تلك الفترة بوحدة أشبه بكونفدرالية عن الطريق المكارمة [19][20] وتوفي بن سعود بعد عام واحد وتولى إبنه عبد العزيز قيادة الجيش السعودي وإستطاع ضم الرياض بعد سبعة وعشرين عاما من الإقتتال وأخضع الإحساء والبريمي ووصل إلى كربلاء وهدم ضريح علي بن أبي طالب في النجف وإستولى على ولايات الساحل المتصالح ودخل في عدة معارك مع شريف مكة الذي إضطر إلى عقد معاهدة سلام مع بن سعود عام 1798 بعد هزيمته إلا إن بن سعود نقض العهد عام 1801 وسيطر على الطائف ومكة وجدة إلى أن تم إغتياله عام 1803 من قبل شخص ينتمي للمذهب الشيعي [21] تمكن إبنه سعود الكبير من إخضاع المدينة المنورة وكان شريف مكة حينها يحكم بالاسم والحقيقة أنه كان خاضعا لسعود الكبير الذي هدم عددا كبيرا من الأضرحة مشيا على تعاليم محمد بن عبد الوهاب الذي توفي عام 1792 فأضطرب موسم الحج مما حدا بمحمد علي باشا الذي كان مشغولا بالمماليك والإنجليز إلى التدخل وإرسال إبنه طوسون باشا الذي نزل ينبع وطرد سعود الكبير وقواته من مكة والمدينة عام 1811. إلا إن عائلة آل سعود لم تنتهي وتولى عبد الله بن سعود الكبير القيادة في وضح حرج ودخل في معارك مع قوات إبراهيم محمد علي باشا الذي خلف طوسون وكانت أوامر محمد علي باشا بتدمير مركز بن سعود. لكن المسافة بين المدينة والدرعية قرابة 643.738 كم من الصحراء وحاول عبد الله بن سعود إستغلال الجغرافيا الصعبة فوزع جيشه على شكل وحدات صغيرة في قرى نجد أملا في تجاوز الهوة العددية بينه وبين قوات إبراهيم باشا، فطن إبراهيم باشا لذلك وقام بتدمير وتسوية كل القرى النجدية التي أبدت مقاومة لقواته بالأرض إلى أن وصل عام 1819 الدرعية وقام بهدم أسوارها وأسر عبد الله بن سعود وعدد كبير من عائلته وأنصاره وتم قطع رأسه في ميدان عام في القسطنطينية لما وصفته السلطات العثمانية حينها "بالإفساد في الأرض "