قامت الحضارة البابلية الاولى بعد طرد الغزاة (الكوتيون البرابرة) القادمون من القوقاز إلى الابد. بعد ان خربوا كل معالم الحضارة الاكدية. اذ خربوا المعابد والابنية المهمة وسرقوا الجواهر والاشياء الثمينة وحملواها إلى ديارهم الجبلية المتوحشة كان عصرهم عصرا اسودا سجله تاريخ وادي الرافدين. الدولة البابلية الأولى بدأت بالأموريويين في العصر الأكادي. ظهر الأموريون كما وصفتهم بعض النصوص الأموريه باهم (الذين لا يعرفون الحبوب) و (الرجل الذي يأكل اللحم النيء) و (الذي لا يعرف بيتا) و (الذي لا يدفن بعد الموت). الصفات السابقة تنطبق على البدوي الذي يقضي حياته في الحل والترحال. كان دخول الأموريون الساميون وادي الرافدين في البداية بأعداد قليلة ثم ازدادوا فهددوا وحدة مملكة أور الثالثة، كان لهم دور في إسقاط سلالة أور، اقاموا سلالات حاكمة في (أسين) و (لارسا) قبل سقوط عاصمة أور. من أهم الممالك الأمورية التي نشأت في بلاد الرافدين المملكه البابلية الأولى. حيث وصلت سلالة أمورية اإلى الحكم في بابل فأسست المملكة البابلية الأولى في بداية الألف الثاني قبل الميلاد .لم تكن بابل قبل هذا التاريخ من المراكز المهمة سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا أو دينيا في وادي الرافدين، كانت بليدة صغيرة عرفها السومريون بـ (كا- دينجر- را) ، والأكاديون (باب – إليم) أي (بوابة الإله). تاريخ بابل الاول الحقيقي بدأ مع تأسيس ألامير الأموري (سومو أبوم) من السلالة البابلية الأولى وهو الذي بنى أسوار مدينة بابل. في عام حكمة الرابع عشر وسع حكمه فاحتل (ديلبات) الواقعة في الجنوب وأحاطها بسور للدفاع. كما كسب نفوذا في كيش وسيبار .بعد (سومو أبوم) تولى الحكم بعده (سابيئوم) باني مدينة بابل الحقيقي اذ أتم بناء السور الكبير للمدينة وأشاد أبنية للعبادة كما شن حملات عسكرية كبيرة وسع من خلالها منطقة نفوذ بابل. لم يستطع (سابيئوم) أن يقيم سياسة خارجية نشطة بسبب ظهور شخصيات قوية على عهده في بلاد الرافدين كـ (كودور مبوك) الذي استولى على لارسا ونصب إبنه ملكا على عرشها بالإضافة إلى أن قوة (إشنونة) كانت في تصاعد. على الصعيد الداخلي بنى (سابيئوم) معبد الإله (مردوك) المشهور في بابل (إزانجيلا). ثم إعتلى على العرش بعد (سابيوئوم ) إبنه (أبيل سين) الذي شمل بسلطته جزءا كبيرا من شمال بلاد بابل .تميز عهده بالهدوء كما تذكر تواريخ سنوات حكمه أنه بنى أسوارا للمدن التي شملت نفوذه كـ (كيش) و (ديليات) و (بارسبيا) و (سيبار). بعد (أبيل سين) تولى الحكم (سين موباليط) .عاصر (سين موباليط) ملكين كبيرين سيطرا على شمال بلاد الرافدين وجنوبها وهما (شمشي أدد الأول) ملك أشور و (ريم سين) ملك لارسا .توصل (سين موباليط) إلى عقد صداقة مع (شمشي أدد الأول) الذي أخضع إشنونا و ماري بينما اتسمت علاقاته مع (ريم سين) بالسوء توجه بحمله ضده في سنة حكمه الثالثة لكنه مني بالهزيمه، تروي تواريخ سنوات حكمه بانه بنى قلاعا كثيرة خاصة في الشمال وبناء معابد وحفر أقنية وإقامة سدود. برهنت الأحداث التالية أن (سين موباليط) كان رجلا ذا نظرة بعيدة تعلم منه إبنه حمورابي الكثير من الحكمة. حكم الملك العظيم (حمورابي) بابل وعندما تسلم الحكم كانت البلاد ترزح تحت قوى مختلفة تتنازع السلطة فيما بينها. عندما اعتلى (حمورابي) عرش بابل حارب أولا المدن المجاورة لبابل وضمها إلى حكمه دون عناء كبير لانحياز الشعب الآموري الذي كان يشكل أكثرية السكان القاطنين في هذه المدن . ثم اخذ (حمورابي) يفتح المدن السومرية في أواسط العراق وشرقه يحصنها وينظم الادارة فيها. انجز (حمورابي) اصلاحات داخلية كثيرة اجتذبت له قلوب الناس فالتفوا حوله. كون منهم جيشا قويا استطاع في حروب طاحنة شديدة الاستيلاء على مدن في الجنوب الاستيلاء على مدن في الشمال ثم قضى على دولة آشور القديمة فوحد الرافدين ثم افتتح المدن القريبة في بلاد الشام وسواحلها بذلك شكل (الامبراطورية البابلية الاولى)