التاريخ الحديث.
تأسست مدينة الكويت سنة 1613 كمدينة تجارية على ساحل الخليج العربي واستوطنها العتوب، وازدهرت البلدة بفعل التجارة البحرية. وفي سنة 1783 خاضت الكويت أولى صراعاتها مع القوى الإقليمية، حيث نشبت معركة الرقة البحرية ضد قبيلة بني كعب بالقرب من جزيرة فيلكا، وانتهت المعركة بانتصار الكويتيين، تلى ذلك بناء أول سور دفاعي حول مدينة الكويت في سنة 1783[14]، فيما بني السور الثاني للمدينة في عام 1815[15].
إحدى بوابات سور الكويت
في يونيو 1831 انتشر الطاعون بين السكان، ومات الآلاف منهم[16]، وقد سميت تلك السنة بسنة الطاعون[17]. وفي 29 مايو 1892 تولى الشيخ محمد بن صباح الصباح الحكم بعد وفاة أخوه الأكبر الشيخ عبد الله[18]، لكن سرعان ما نشبت الخلافات بين الشيخ محمد وأخيه الشيخ جراح من جهة وأخيهم الشيخ مبارك من جهة أخرى، وهو الأمر الذي أدى بالنهاية بقيام الشيخ مبارك باغتيال أخويه سنة 1896 وتوليه الحكم كوريث لهما.[19]
مبارك الكبير مؤسس الكويت الحديثة
وبتولي الشيخ مبارك الصباح مقاليد الحكم في الكويت حتى دخلت الكويت في نزاع مع الدولة العثمانية استمر من عام 1896 إلى عام 1899 انتهى بتوقيع اتفاقية عام 1899 مع الإمبراطورية البريطانية التي وقعت في الكويت في 23 يناير 1899[20] ونصت الاتفاقية على عدم قبول أي وكيل أو ممثل لأي دولة أو حكومة في الكويت من دون موافقة الحكومة البريطانية مسبقاً وبعدم التنازل عن أو بيع أو إيجار أو رهن أي جزء من أرض الكويت، أو إعطائه لغرض إشغاله، أو لأي غرض آخر إلى حكومة أو رعايا أي دولة، من دون أخذ الموافقة المسبقة للحكومة البريطاني[21] وهذا ما أعطى لبريطانيا سيطرة على سياسة الكويت الخارجية، مقابل التعهد بالحماية منها.[22][23][24][25][26]، وبعد عامين من توقيع الاتفاقية شن الشيخ مبارك حملة عسكرية واسعة إلى وسط الجزيرة العربية من أجل قتال حاكم حائل الشيخ عبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد أدت إلى نشوب معركة الصريف بالقرب من بريدة والتي انتهت بانتصار أمير حائل. وخلال فترة حكم الشيخ مبارك شهدت الكويت نهضة تعليمية، إذ شيدت أولى المدارس النظامية في الكويت عام 1911 والتي سميت المدرسة باسم المدرسة المباركية تيمنًا بالشيخ مبارك، كما شيد في عهده أيضًا أول مستشفى نظامي في مدينة الكويت، ودائرة الجمرك، وتوفي الشيخ مبارك في سنة 1915 وخلفه ابنه الأكبر الشيخ جابر المبارك الصباح والذي لم تستمر فترة حكمه سوى سنتين حتى وفاته فخلفه أخوه الشيخ سالم المبارك الصباح في الحكم[27]، الذي دخل في نزاع حدودي مع سلطنة نجد مما أدى لنشوب معارك مع جماعة الإخوان وبناء السور الثالث حول مدينة الكويت سنة 1920[28]، وبعد شهور من بناء السور هاجم الإخوان الكويت في معركة الجهراء[29]، توفى الشيخ سالم المبارك الصباح في سنة 1921، وخلفه في الحكم الشيخ أحمد الجابر الصباح الذي انهى المشاكل بين الكويت ونجد كما وقعت معاهدة العقير في 2 ديسمبر 1922 والتي رسمت فيها حدود سلطنة نجد الشمالية مع مملكة العراق من جهة والكويت من جهة أخرى[30]، وتم اكتشاف أول بئر نفط في سنة 1937 وهو بئر بحره[31]، وفي 30 يونيو 1946 تم تصدير أول شحنة نفط[32]، وفي سنة 1948 تأسست مدينة الأحمدي، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ أحمد الجابر الصباح[33]، وتوفي الشيخ أحمد الجابر الصباح في سنة 1950، وتولى الحكم الشيخ عبد الله السالم الصباح، وقد سمي "أبو الدستور" لأنه أول من دعى إلى تنظيم الحياة السياسية في الكويت ووضع دستور لها[34]، وفي عهده ظهر التوسع العمراني، وهو الأمر الذي أدى لهدم سور المدينة سنة 1957 مع الإبقاء على بواباته الخمس[35].